السبت، 27 يوليو 2013

«كوكاكولا» تركب الموجة: هيّا إلى الثورة!





فوزي باكير





في ظلّ ما يحصل في الشّارع المصري من انقسام بين أبناء الثورة والمطالبين بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، تَهلُّ عبر شاشة mbc" مصر" شركة "كوكاكولا" بإعلانٍ رمضانيٍّ لها يحمل شعار «نرجع تاني واحد.. ليه لأ؟». ويبدأ الإعلان بجملة مفادها أنّ «كوكاكولا مش ناسية إن طول عمرنا واحد»، كأنّها تقول من دون أن تنطق بها: «لكن أنتم أيّها المصريّون نسيتم، وها نحن نذكّركم بذلك!».

الأربعاء، 3 أبريل 2013

الطّريقُ السّريّة بين الحربِ والحديقة






فوزي باكير


يمكننا القول إنّ وظيفة الشّعر- كجزء من العمليّة الإبداعيّة- هو أن يلتقطَ الومضةَ من خلال وضعِ واقِعَيْن منفصلين جنبًا إلى جنب؛ فالحربُ مثلًا، واقعٌ مؤلمٌ ودمويٌّ، لكنَّ الحديقةَ بالمقابلِ، هي واقعٌ جماليٌّ أيضًا، فيأتي الشّعرُ هنا، ليلتقطَ ومضتَه من خلالِ الانتصار للحديقة، بأشجارها وفراشاتِها والأطفال الذين يلعبونَ فيها، ففي هذا الفعلِ، هجاءٌ للحربِ وانحيازٌ للمظلوم، فالطّغاةُ والمحتلّونَ مثلًا، لا يمكنهم الانتماء لفكرة الحديقة، لكنّ امرأةً ما، تُضمدُّ جُرحًا، وتُغطِّي وجهَ شهيدٍ بدمعتِها، تعرفُ الحديقةَ جيّدًا، لأنّها هي التي تفتحُ بابَها كلّ صباح، وعلى الشّعر هنا أن ينحاز لهذه الامرأة، وفي هذا نيلٌ من الطّغاة.

"هيتشكوك" أنتوني هوبكينز: استعادة عبقري سايكو





فوزي باكير

لم يكُن فيلم الفنّان البريطاني "أنتوني هوبكينز" الجديد؛ "هيتشكوك"، والذي أخرجه "ساشا جرفازي"، سيرة ذاتيّة سينمائيّةٍ لسيد أفلام الرعب والتشويق "ألفريد هيتشكوك"، وإنّما تمّ تقديم شخصيّة هيتشكوك من خلال عمله على واحدٍ من أهمّ أفلامه ("سايكو" 1960)، والذي ترك علامة في تاريخ الشاشة الفضية.

الثلاثاء، 5 يوليو 2011

أميمة الخليل: الأغنية فعل ثوري يلقي الضوء على الهمّ الإنساني

تؤكد الخليل أن تجربتها مع خليفة تطغى على تجربتها مع سبليني، فالأخيرة ما تزال في طور التأسيس - (تصوير: محمد مريش)





فوزي باكير





جاءت من بلاد الأرز، البحر من شرق روحها يمنحُ زرقته، والأخضر من شمال الروح يمنح المسافة صوتا يانعا، غنّت للأطفال وللوطن وللباحثين عن حرّيتهم ثائرين على الطّغاة، ليتكامل وطن الأنبياء والشهداء ولزارعين، فكلّ شعاب الجبال امتدادٌ لنشيدها..

وفي حديث الفنانة أميمة الخليل "للغد"، تناولت مسألة الغناء للوطن، وخصوصا طريقة رصد ثورات الربيع العربيّ التي تشهدها الآن، إذ ترى أن الفنّان لديه رؤيا غالبا ما تكون أشمل وأوسع من إطار الحدث أو اللحظة، "والمفروض أن الفن يسبق الحدث ويلقي الضوء على الهموم الإنسانية قبل وقوع الحدث نفسه".

الاثنين، 2 مايو 2011

"وادي الذئاب": بعد ستين عاما من الصمود.. بطل وهميّ يعلّم الفلسطينيين القتال!

مراد علمدار، وسط الصورة، ورفاقه يمشون في شوارع القدس بنظراتهم الحادة وخطواتهم الثابتة



فوزي باكير                                                                                                              


لعلّها كانت مبادرةً إنسانية مهمّة أن تركيّا أرسلت سفينة مساعدات لفلسطينيي غزّة الذين أنهكهم الحصار في العام الماضي، والتي تعرّضت لهجوم صهيوني غاشم أسقط تسعة شهداء جاؤوا من هناك لإيمانهم بقضيّة هذا الشعب الـمُحاصر الذي يتعرّض لمختلف أنواع الظلم، مادّيا واقتصاديا واجتماعيا وإنسانيا.

الثلاثاء، 5 أبريل 2011

"متلازمة طالب الطب": تشخيص خاطئ وتخيل الإصابة بالمرض


يعاني بعض طلبة الطب من وسواس نفسيّ يتعرّضون له نتيجة دراستهم وهو ما يسمى بـ"متلازمة طلبة الطب"



فوزي باكير


يتفرّد طلاب الطّب، غالبا، في تخصّصهم عن سواهم من أبناء المجتمع الجامعي، فعدد سني الدراسة أكثر، فضلا عن أن المجتمع ينظر إليهم إجمالا كطلاب متفوقين، يدرسون لساعات طويلة، ويتميزون بذكاء علميّ، من دون الانتباه إلى وسواس نفسيّ يتعرّضون له نتيجةً دراستهم، وهو ما يسمى بـ "متلازمة طالب الطّب".

الأربعاء، 30 مارس 2011

محجوب العياري: منجز شعري قصير تنبأ برحيله المباغت

الشاعر الراحل محجوب العياري بريشة الزميل إحسان حلمي - (الغد)


عام على رحيله ..





فوزي باكير








"... سأنسى أكاذيب نخلتنا آخر اللّيل.
- هل يكذب النخل ؟
* طبعا، كما تكذب الدّالية
 وهل يكذبُ البحر؟
* سلْ عنه أفراسه واليتامى.
- وهل يكذبُ البرق والرّعدُ؟ 
هل تكذب الرّيحُ ؟
* كذّابةٌ كلُّها والغمامُ.
- والفراشاتُ مغسولةً بالنّدى… والقَطا؟
* كذاك الحَمامُ.
- وأمّي؟ وجارتُنا؟ والنّدامى؟
* جميعا، ولو صدقُـوا!
-
 على من سأتلو أناشيد حبّي إذنْ، 
وبي منه ما لو تلوتُ على جبلٍ...؟ * على لا أحدْ.
 والمحبّون ؟ 
أليس المحبّونَ مثلي شَفيفينَ حدّ البكاء؟!
* كذلك كانوا.
 ألم يبقَ منهم صَدٍ واحدٌ يحتفي بانكساري ؟
* لقد لـمْلمُوا في الأماسي مزاميرهم، 
ثمّ راحوا
-       بعيدا ؟
 
إلى اللاّمكان.
 سألحقُهم.
*
 عرفتَ الطّريق؟
  أجلْ أشهدُ الآن أنّي عرفتُ الطّريق!"


... ولعلّه صدق نفسه ولحق بهم، لحق بمن يحبّ، قلبُه الذي اختطفه صغيرًا كان دليله ليمضي في تلك الطريق، بمنجزٍ شعريٍّ لم يتح العمر له أن يستمرّ أكثر، لكن كان فيه متّسعٌ ليقدّم في تسعةٍ وأربعين عاما بصمتَه الشعريّة.

الأحد، 6 مارس 2011

طلبة يلتقطون شرارة التمرد وينادون بإسقاط "النظام المدرسي"

طالبات في مدرسة الشيخ حسين في الغور الشمالي أثناء اعتصام داخل مبنى المدرسة احتجاجا على إعادة مديرتهن التي كان صدر قرار بنقلها إلى مدرسة أخرى- (الغد)






فوزي باكير



الأرجح أن أطفال اليوم، لم يعودوا يقبلون بأساليب التلقين القديمة في المدارس، التي تحدّ من جماح تفكيرهم وانطلاق خيالهم، اللذين يشكّلان العامل الأكبر في عطائهم الإبداعيّ، فمع الثورات التي تجتاح العالم العربي، ومتابعة الأطفال لها في بيوتهم، ترك كل هذا في نفوسهم أثرا ما، فأصبح منهم أيضا "ثائرون" ضد الأنظمة القديمة للمدارس، يعتصمون في ساحاتها، ويرفعون اليافطات، مطالبين بمغادرة المديرين!

الأربعاء، 2 مارس 2011

الكاريكاتير: فن يعكس سقوط أنظمة الخوف ويعلي سقف الحرية



رسم كاريكاتيري بريشة الزميل عماد حجاج يعبر عن أحداث الثورة في الشارع العربي -(الغد)





فوزي باكير





منذ بواكير انطلاقة الثورة الشعبية التونسية، التي عُرفت بـ"ثورة الياسمين"، في السابع عشر من كانون الأول (ديسمبر) الماضي، حتّى فرار رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي، جاءت رسوم كثير من فناني الكاريكاتير لتطرح لعبة حجارة "الدومينو".

فنانو الكاريكاتير استشرفوا استشرافا بأن هذه الثورات الشعبية ستنتقل إلى بلدان عربية أخرى، ولعلّ هذا الاستشراف كان في محلّه، فبعد الثورة التونسية بأيام، اندلعت الثورة المصرية، ثم الليبية، في حين تشهد دول عربية أخرى إرهاصات مماثلة .

الاثنين، 28 فبراير 2011

العمري⁽*⁾: بثقافة اللون وطاقته تفوّق النزلاء على يأسهم وقدّموا اقتراحهم الإبداعيّ



الفنان التشكيلي والخبير في عمليّة الإصلاح في مراكز التأهيل يونس العمري-(تصوير: محمد مغايضة)





*  خبير تشكيلي في مراكز الإصلاح والتأهيل





فوزي باكير




باللون فرّغوا غضبهم ويأسهم، وباللون أيضا رسموا هدوءهم وحلمَهم... ولا تناقض في ذلك، إنّما هو تغيّر الذات الإنسانية وسعيها نحو الأفضل، نحو الجمال والارتقاء بها؛ لتقدّم اقتراحها الإبداعيّ الذي يرصد هواجس الإنسان في طموحه نحو عالم أكثر صفاءً، لتكون بدايتهم الجديدة في حياة مليئة بالحيوية والأمل، بدلا من أن يظلّوا نزلاء خلف قضبان تحاصر روحهم في مراكز الإصلاح والتأهيل.

"يونس العمري"، فنان تشكيليّ، وخبير في عمليّة الإصلاح في المراكز من خلال الفنون التشكيلية، بدأ متطوّعا منذ عامين هناك، ثم عُيّن رسميّا ليعمل مع النّزلاء في تدريبهم وإعطائهم المحاضرات وعقد الدّوارت التي تتعلّق كلّها بالفنّ التشكيليّ.

الأحد، 30 يناير 2011

لمبز: الفن لغة خاصة تعكس تراكمات الذاكرة وتشكل هوية عربية تراثية معاصرة

من أعمال التشكيلي فاروق لمبز  - تصوير ساهر قدارة




فوزي باكير


تتجلى مقولة العالم اليوناني إقليدس "الخط هندسة روحانية.. ظهرت بآلة جسمانيّة" في أعمال الفنّان التشكيلي فاروق لمبز، الذي يقدّم الموروث العربي الإسلامي في لوحاته مستخدما فيها أساليب وتقنيات مرئية ذات أبعاد متعدّدة تخرج عن نطاق استيعابها للوهلة الأولى من قبل الفنان نفسه.

الثلاثاء، 25 يناير 2011

طلال حيدر: قصيدتي بلغة حلمي والشعر العربي بحاجة "لفراهيدي" جديد

الشاعر طلال حيدر. بريشة الزميل إحسان حلمي



فوزي باكير


يحاكي الشاعر طلال حيدر بقصائده المحكية الطبيعة وأسرارها كما يراها هو، بعين الشاعر المتعمّق في جماليّات وتفاصيل الذات الإنسانية الرّيفية البسيطة وعلاقتها مع الطبيعة السحرية.
ونتيجةً لتعمّقه هذا، تكون قصائد، الشاعر المولود في العام 1937 في مدينة بعلبك في البقاع اللبناني، متقاطعة مع الذات الإنسانية الجمعية التي ترهف لصوت خرير الماء وزهر البيلسان، والعشب الذي يبزغ من وجه الجدران العتيقة.

محمد الثبيتي.. يرحل بعد تجربة شعريّة مختلفة ومكثّفة

الشاعر محمد الثبيتي. بريشة الزميل إحسان حلمي


فوزي باكير





"أَيَا مُورِقاً بالصبايا
ويا مُترَعاً بلهيبِ المواويلِ
أَشعلْتَ أغنيةَ العيسِ فَاتَّسعَ الحُلْمُ
فِي رِئَتَيكْ
سَلامٌ عَليكَ
سلامٌ عَليكْ"
 
لعلّ كلماته تلك، هي التي تليقُ بوصف رحيله وتلقي عليه السلام الأخير. الشاعر السعوديّ محمد الثبيتي، الذي رحل يوم الجمعة، 14-01-2010، في ساعةٍ متأخر من مسائه، بعد صراع طويل مع قلبه الذي أطفأته أزمة حادَة يعاني منها منذ عام، بعد عودته من رحلة أدبيّة أمضاها في اليمن.
 

بدر محاسنة: أطمح لتحقيق أقصى حدود الجمال الإنساني في أعمالي

من أعمال محاسنة لمشروع "النحت بالماء"
من أعمال محاسنة لمشروعه الجديد "الرسم بالضوء"


فوزي باكير



"الضّوءُ هو السّر، هو الرّيشةُ، هو اللغز، هو اللغة، وهو وسيلتي في التعبير عن التحوّل الإنساني الدائم والمستمر، فالإنسان ليس  مُطلقًا، لأنه دائم التغيُّر، والبحثُ عن شيءٍ خارج عن المألوف وجديد، هو الأهم في أعمالي الأخيرة." 

الخطّاط عبد الجوخي.. ينقشُ خمسين عاما من الطّرقات في قلب عمّان

الخطاط عبدالرحمن الجوخي يزين لوحات خشبية بالخط العربي في محله قرب البريد وسط البلد - (تصوير: محمد مغايضة)




فوزي باكير


يداهُ نحيلتان، تشبهان القصب الذي ينفثُ فيه من الحبرِ روحا، ليخطَّ على وجه مداهُ الهَرِم أولى كلماته في الصّباح "أصبحنا، وأصبحَ الملكُ للّه"، ثمّ يمضي إلى مرسمه، قرب البريد في "وسط البلد"، هناك زقاقٌ ضيّقٌ، من يبلغ نهايته، ويدخل ذاك الباب الصّغير، سيرى رجلا يجلس على الأرض يلمّ نفسه ويضمّها كأنّها ابنته!  يُدعى "عبد الرحمن الجوخي"، أو (عبد الجوخي) كما أصرّ هو "فعبد الجوخي هو اسمي الفنّي والذي أوقّع فيه لوحتي بعد انتهائي من تخطيطها، فليس من المعقول أن أكتبه كاملا، لأنه سيأخذ مساحةً كبيرةً من اللوحة، وسيظهر كأنه شيء من الغرور."

الشباب: اتهامات مجتمعية بالاستهتار.. وأنشطة عامة تبرهن العكس





فوزي باكير


يُرمى الشباب أحيانا بأنهم عازفون عن متابعة الفعاليات الثقافية أو العلميّة أو الاجتماعية، ومُتجهون نحو أمورٍ تُعتبر سطحية أو غير مفيدة لهم، كالسهر في المقاهي والميول لاستماع الأغاني "الهابطة" والتجوّل في سيّاراتهم بشكل عشوائي دونما هدف. بينما من المُلاحظ أيضا، أن الكثير من الفعاليات الثقافية عليها إقبال كبير من الشباب، بغضّ النظر عن نوع الفعالية ومحتواها، من مسرح أو سينما أو موسيقى أو أمسيات أدبية، فنسبة الشباب بين الحاضرين هي الأعلى، لكن نظرة المجتمع لا تكون إلا لتلك الفئة، التي تُسمّى بغير المسؤولة والمستهترة.

أمثال شعبية تمثل الشارع الخلفي للحضارة وتدعو للانهزامية

مجموعة من الأمثال الشعبية التي تحض على الاستسلام والخنوع - (الغد)



فوزي باكير


"بوس الكلب من تمّه، لتاخد حاجتك منّه!"، "حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس"، "الإيد اللي بتضربك، بوسها، وادعي عليها بالكسر!!".. عبارات موروثة يتداولها كثيرون، في مواقف بعينها، تحض على الاستسلام والسلبية.
وفي الوقت الذي يعجّ التراث بالأمثال القيّمة التي تعزز مفاهيم أخلاقية وقيما اجتماعية، في المقابل، توجد بعض الأمثال التي يتيح التأمل في معناها إلى ضرورة نبذها، لما لها من دور في الشعور بالخذلان والإذلال والمهانة.

"التبرُّع" يتأرجح بين تغير الأولويات وغياب الدوافع الاجتماعية




فوزي باكير

كان الدّافعُ الإنسانيّ العفوي لدى الأطفال قديما يجعلهم يقسمون مصروفهم المدرسيّ لجزئين، جزء يشتري فيه ما تيسّر له من طعام يتناوله ريثما ينهي دوامه، ليمضي بعد الحصة السابعة إلى بيته متلهّفا لما أعدت له أمه من وجبة الغذاء، والجزء الآخر يتبرّعُ فيه من خلال المدرسة لمؤسسة ما تدعم الفقراء والمحتاجين، كان يفعلها الطفل بفرح وصدق وبلا تفكير، ولكن، لماذا لا يكبر هذا الدافع مع الأطفال ويستمرّ  عطاؤهم العفويّ في السّير معهم؟ هل المدارس لم تعد تمارس هذا الدور التحفيزي؟ أم أن للأسرة دورا مفقودا؟ أم أن الوضعين الاقتصادي والاجتماعي تغيّرا؟

"العرّيط": شخصية متكررة يفرزها التمسك بالمظاهر وضعف الثقة بالنفس




فوزي باكير


معروف بصفاته المألوفة، وأسلوبه في الكلام، وبانتقائه لملابسه، ومفرداته، والتي غالبا ما تكون خليطا بين العربية والإنجليزية، عيناه وسيلته لإخفاء الحقيقة، إذ تبقيان دائمتيّ الارتجاف والمراقبة، كي لا ينتبه أحد لكذبه ومزاعمه حول الثراء والبذخ، في حين أنه لا يملك، في واقع الأمر شيئا، حتى مفاتيح السيارة التي يحملها مزيفة.. إنه وبكل وضوح ما يسمى بـ"العرّيط     "!

كتاب المدرسة في الصفّ الأول.. صفحاتٌ مليئة بالأناشيد.. وبقع الزّيت




فوزي باكير


بين طيّاتِ تلك الكتب، ونغماتِ الأناشيد المتصاعدة من صفحاتها، وصور الأطفال  والأرانب والطيور، ما زالت أصابعهم تلهو، وذاكرتهم تُقلّب الصّفحات، تتجوّل بين الأسطر الصغيرة، ثمّ يعودون إلى منازلهم، سيرا على أقدامهم، أو في باص المدرسة، يُنشدون ما حفظوا من أغاني الوطن والأم والمطر.

الجمل الإعلانية تطارد المستهلك وتشتبك مع تفاصيله اليومية









فوزي باكير


هي كلماتٌ قليلة، ذكيّة، مألوفة، في غاية الرّشاقة والمرونة، سهلة وتتمتّع بروح الدعابة والسلاسة، تضربُ في العمق، تجرّ قارئها للتّأمل فيها ضاحكا أحيانا، ومُستثارا في أحيان أخرى، قد تقنعه، وقد لا تقنعه، ولكن في الحالتين سيلتفت لها وقد يكرّرها أمام النّاس ويشير إليها لأصدقائه... هي كلماتُ الإعلانات التي تلاحق المستهلك أينما مضى، في البيت وفي الشارع وفي العمل وفي المطعم وفي السوق وفي السيّارة.

الاثنين، 24 يناير 2011

"مراكز خدمات المشتركين".. بين بوح المتصل وحرفيّة الموظف

رسم تعبيري لعاملة في مراكز خدمات المشتركين - (MCT)




فوزي باكير

ستُّ ساعاتٍ يمضيها موظّف "مركز خدمات المشتركين" في إحدى الشركات الخاصة (كرم)، قابعاً خلفَ جهاز الحاسوب، مُحاصراً بسمّاعةٍ على أذنيه، وجهاز استقبالِ مكالماتِ المشتركين لا يصمت، ولا يكفُّ عن الرّنين.
وعن رؤيتِه للمجتمع الذي يُطِلُّ عليه من خلال نافذةِ الحاسوب الصغيرة، وتلك السماعة التي تسرُدُ له قصصا ومواقف غريبةً تمرُّ عليه يوميّا، يقولُ كَرَم "أتلقّى في الستّ ساعات حوالي 120 مكاملة، وما يزعجني أننّي أُعرِّف بنفسي 120 مرّة يوميّا، لكن هذه طبيعة عملنا".
ويضيف كرم "أحاول، قدر الإمكان، أن أستمتع في أدائي عملي وخدمة الجمهور"، لافتا إلى ضرورة "أن أكون شخصا إيجابيّا كي أتمكّن من إنجاز مهمتي على أكمل وجه".

عامل وطن: مكنسة تنحني لها الأرض وذكريات بلون "البرتقال"

أبو إبراهيم أثناء تنظيفه ساحة المسجد الحسيني بوسط البلد - (تصوير: محمد مغايضة)



فوزي باكير


بزيّه البرتقالي المضيء، ومكنسته التي يسند عليها عمرا من التفاصيل، والتي تلمّ عن الشوارع أوراق خريف أيامه، وذكريات الناس والعشاق الذين مرّوا، تاركين له ظلالهم تحدّق فيه، يمضي "أبو إبراهيم" في ساحة المسجد الحسينيّ في وسط البلد يومه..